الندر انوفى

الندر انوفى

على ارتفاع 400 م عن سطح البحر، وعلى تلة وسط بلدة الحواش في وادي النضارة، يشمخ صرح سيدة الشرق، يتسامى البناء من الأرض نحو السماء كصلاة ترتقي من فم محتاج إلى العلا، وعلى برج يعلو 52 م عن سطح الأرض ، تضع العذراء قدميها ومن على ارتفاع 60 متراً ، ترقب عينها وادينا … ووطننا.
هي عين الأم ترصد أولادها وتحميهم.
تمدً ذراعيها وتسكب بركتها، من هنا لكل البشر ، من أرض البدايات، إلى أقاصي المعمورة سال حرفها، الكلمة تتدفق من لدنها، الكلمة صارت جسداً … وأعلنت ميلاد ابنها كامل الطهر في أرض القداسة .
أمام باب الكنيسة ..ستسمع ترديد ملائكة :
” الأبواب الأبواب ..
افتحي أيتها الأبواب كي يدخل ملك المجد”…
تنفتح الأبواب .. يدخل ملك المجد وينادي :
” اِسْأَلُوا تُعْطَوْا. اُطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ.
تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ”
وسوف تتمتم شفتاك :
“أمام باب بيتك وقفت .. أحرف اسمك رأيت، وإلى فناء قدسك دخلت وأمام هيكلك المقدس وقفت. “الأقداس للقديسين ”
ترفع كفيك إلى صدرك ومن خلال الصليب في صدر الهيكل ترنم :
“رفعت عينيّ إلى الجبال من حيث يأتي عوني”
تشعل شمعة عند أيقونة العذراء ، تتحدث معها ، وهي تصغي لك ..أمك تسمعك وتستجيب تمسح جبينك بيدها وتسمعها تقول لك :
” واحبيبي واحبيبي أي حال أنت فيه ”
تمد العذراء كفها ومن نور الشمعة تأخذ قبساً وتشعل في صدرك شعلة حب لا تنطفئ.
تغادر الكنيسة وبك فرح القيامة ويد العذراء تربت على كتفك تشجعك كي تمضي إلى العالم بثوبك الجديد وتنشر الحب الذي فيك.
و في البعيد سترى بيوت الوادي تصلي وتنتظر معك النور القادم من حيث يأتي ملك النور …من الشرق سيأتيك نور العالم .. وينير قلبك .
تغادر الصرح بفرح غامر ..
العالم أمامك الآن ويد العذراء معك وفي قلبك كلمة .

arAR